La wilaya de skikda; des ressources naturelles importantes, des revenus considérables et un développement local quasi-absent
ولاية سكيكدة؛ موارد طبيعية معتبرة و فوائد مالية جمة و تنمية محلية عقيمة,ما الحل؟
هذه ابشع صورة لثراء ولاية سكيكدة بمشعلها من جهة وبفقر سكانها المدقع من جهة اخرى : امامكم صورة بلدية حمادي كرومة باكواخها وهي من بين اغنى بلديات الجزائر
هده صورة من قلب وسط بلدية حمادي كرومة والتي لاتبعد الا بعشرات الامتار عن مصنع سوناطراك رمز الثروة والغنى
في اطار زحفنا المتواصل ومسحنا الجاد لتراب ولاية سكيكدة حطت بنا الرحال هذه المرة بعاصمة الولاية والتي اتضح لنا على الفور بان مهمتنا ستدوم هنا عدة اسابيع،والمتمثلة فى تسليط الضوء على واقع مر يعيشونه مواطنون لاحول لهم ولاقوة ، كدلك نقل هدا الواقع الى اعلى هرم في السلطة .
قد تتساءلون لما الحديث عن إدارة سكيكدة و الموقع مخصص لمنطقة القل ،ولكن الضرورات تبيح المحظورات ،فنظرا للتبعية الإدارية للقل لمصالح ولاية سكيكدة ارتأينا وأصبح من واجبنا تسليط وميض من الضوء على إدارة ومصالح الولاية المتعجرفة واسلوبها وطريقة معالجتها لملفات المواطنين ،لان دورها كبير ولا يستهان به في حالة الانسداد والتسيب في منطقة القل
فالإدارة بولاية سكيكدة أصبح يضرب بها المثل في ربوع الجزائر وشهرتها أصبحت وطنية وربما دولية وداع صيتها لتعجرفها وبيروقراطيتها ومحسوبيتها ومحاباتها ورشاويها وتقاعسها في خدمة المواطن ،وقوة وسيطرة المافيا فيها حتى انقلب المنطق فيها وأصبح المواطن في خدمة موظفي الإدارة وليس العكس ،فما من مواطن يقترب من الإدارة إلا ولسعته عقاربها و إلا وامتص دمه من طرف أشباحها وإلا ونهشت جثته من محترفي الإرهاب الإداري.
فكم من مواطن سقط في فخ الإداريين وثم عضة وتجريده وتعريته حتى من ابسط املاكه وأصبح الإداري يطمع حتى في( فيستة) أو ساعة المواطن المغلوب على أمره و
و في هدا الصدد، سنتطرق إلى خصائص الولاية التي ستبهركم بدون شك إن لم تقشعر أبدانكم وستفهمون من خلالها أسباب السمسرة والقهر التي تعيشونها
وهي الولاية الوحيدة ربما في الوطن التي تجتمع فيها كل المتناقضات تحت سقف واحد،
وفي هدا الموضوع سنحاول تسليط الضوء على ولاية المتناقضات والأضداد حيث يجتمع الفقر والغنى بل يتعانقان في حميمية لا مثيل لها ،سنتطرق إلى ثروات الولاية الطبيعية منها والصناعية وأموالها الضخمة ،وفى المقابل نغوص في أدغال الفقر وغياهب الحرمان ،وشح مناصب العمل بها ،وبنيتها التحتية المهترئة ،وسيطرة قبضة مافيا البزنسة عليها كما نتطرق إلى طريقة تعامل الإدارة مع ملفات المواطنين والإرهاب المسلط من طرفها على رقاب البسطاء والضعفاء
خصائص الولاية الاقتصادية وغناها بالموارد الطبيعية والصناعية
1- بها من بين اكبر مصانع البترول والغاز بأفريقيا وهو يتواجد فوق تراب بلديتي سكيكدة و حمادى كرومة مما يعني أن مجمل التحصيل الضريبي لهدا المركب تصب كلها في خزينة البلديتين وخاصة بلدية سكيكدة ،ويشمل التحصيل الناتج عن فواتير بيع وتصدير المواد البترولية والغاز الطبيعي و الصناعي ،حيث أن أرباح الجزائر كلها مقدرة بحوالي 75مليار دولار سنويا (حسب تصريح وزير المالية مؤخرا) ،وحصة مركب سكيكدة مقدرة بعشرات الملايير من الدولارات سنويا حيث أن قيمة التحصيل الضريبي العائد لخزينة البلدية هو 2 بالمائة من رقم الأعمال وليس من الأرباح حيت أن رقم الأعمال ضخم جدا مقارنة مع الأرباح وتسمى الرسم على النشاط التجاري وتقدر بآلاف الملايير من السنتيمات ، نعم إنها قيمة يعجز اللسان عن ذكرها ........ وليس باستطاعة أي خزائن احتوائها ؟؟؟؟ وليس باستطاعة أي محاسب عدها نقدا......كل هده القيمة تصب في خزينة بلديتين .....هذا دون حساب الضرائب المفروضة على التلوث الناتج من المركب والمقدرة الملايير .......ودون حساب التحصيل الضريبي الناتج عن المؤسسة المينائية ورقمها لا يبعد كثيرا عن مركب سونطراك ويقدر بآلاف الملايير .....ودون حساب التحصيل الناتج عن المركبات الصناعية الأخرى العامة والخاصة وما أكثرها وقدر بمآت الملايير .....ودون حساب التحصيل الناتج عن المؤسسات المصغرة وتجار الجملة والتجزئة وما أكثرهم.
2-بها أجود أنواع الأسماك بالبحر الأبيض المتوسط ،لامتلاكها لشريط ساحلي واسع جدا ، خاصة المنطقة الغربية (من مدينة القل حتى وادي الزهور )لانعدام التلوث بهده المنطقة ،ومن منا من لا يعرف اسماك منطقة القل التي داع صيتها في كل مكان
3-بها ثروة غابية هائلة جدا ،وخاصة أشجار الفلين التي كان منتوجها يصدر إلى مختلف بقاع العالم حتى إلى الدول الاسكندينافية ،والمشهور بجودته ،وهي من اكبر مناطق المتوسط إنتاجا للفلين وهدا أيام الزمن الجميل ...... وكذا أشجار الزان
4-بها شريط ساحلي شاسع جدا ، والممتد من وادي الزهور مرورا بجنان الزيتون تم تمنار فعين أم القصب حتى واد بيبى ثم شاطئ العربي بن مهيدي تم قرباز حتى المرسى, هدا ما يؤهلها لامتلاك قدرات سياحية هائلة لشواطئها وغاباتها الطبيعية ذات الشهرة الدولية كشاطئ تمنار وجنان الزيتون ووادي الزهور ،تلك الشواطئ التي تتعانق فيها الوديان ذات المياه العذبة الرقراقة مع مياه البحر النقية والصافية ،وتمتزج فيها ألوان الغابات الخضراء مع زرقة البحر يفصلهما لون الرمال الذهبية ،لتصنع لوحة فنية مزركشة بلون أزهار الدفلة الوردي ....، هده اللوحة القيمة الناذرة محفوفة بهواء نقي ونسيم عليل ...وذنبها الوحيد أنها بمنطقة القل ولاية سكيكدة ........؟؟؟؟
5-وفيها أجود أنواع الرخام في العالم ،هدا النوع الذي أسال لعاب المستعمر حيث استغله وبقوة بتصديره إلى مختلف دول العالم ،وللعلم فان رخام البيت الأبيض الأمريكي قسط كبير منه مصدره فلفلة ، وكدا متاحف بايطاليا وفرنسا
6-وفيها اجود انواع الخضر والفواكه في الجزائر ، كبصل وقمح مزاج الدشيش وسيدي مزغيش ،وبطاطا وثوم حروش ،ودلاع وادي الزهور وطماطم بن عزوز وخضروات كركرة وتالزة التي تمول كامل الشرق الجزائري
7- و بها ثروات مائية سطحية و جوفية هائلة من أودية و سدود نتيجة نسبة التساقط المعتبرة (الأكبر في أفريقيا) لكن سكانها, خاصة بالمنطقة الغربية, محرومين من قطرة ماء و يشترونها بالتجزئة وشوارع, خاصة مدينة القل, تعوم في مياه الينابيع المتدفقة في الطرقات. يخيل إليك أن عاصفة قد مرت من هنا.
8- وبها ثروات منجمية معتبرة تسهم في ارتفاع الدخل المحلي للولاية(ضرائب, دخل فردي و إتاوات) عكس ولايات أخرى فقيرة من حيث الموارد لكنها غنية برجالها الغيورين على تنميتها و ازدهارها. من أهم هاته الموارد, نذكر على سبيل المثال لا الحصر, مصنع للإسمنت و وحدات استخراج الرمال و الحصى... الخ.
9- وبها بنى مينائية عديدة (تجارة, صيد و نقل المسافرين) وكل هذا يعود بفوائد جمة و مداخيل هامة للخزينة العمومية و البلدية, لكن هذا لا نرى أثره و فوائده على التنمية المحلية بتراب الولاية و خاصة المناطق العميقة و البلديات المعزولة و بعضها لم يعبد طريقها مند الاستقلال و أخرى سكانها لا يعرفون وجوه المسؤولين إلا من خلال التلفاز و أخرى مازال سكانها يمتطون الحمير من اجل تنقلهم خاصة في الشتاء عندما تحمل الأودية و تغمر الجسور الاستعمارية, فأين المفر ؟
وفي ضل كل هده الخيرات والغنى ،سنغوص بالمقابل في فقر مصطنع لهده الولاية عاصمة المتناقضات في الحلقة القادمة إنشاء الله.